من أجل الحفاظ على بشرة صحية ومشرقة ونضرة، لا يمكن الإكتفاء بالإعتناء والإهتمام فقط على اختلاف الوسائل والطرق المتّبعة لذلك، بل يجب أيضاً أن نؤمّن للبشرة الحماية والوقاية من كافة العوامل التي تلحق الضرر بها وتؤثر في جمالها وصحتها.
يقول الدكتور عبد الحليم أبو النور بأن جلد الإنسان من أقوى الأجهزة المناعية الطبيعية ضد الأمراض والميكروبات العالقة في الهواء، لما يفرزه من دهون وعرق تعلق بها معظم الميكروبات والأتربة، وبعض المواد الضارة بالجسم، وهو خط دفاعه الأول ضد حرارة الشمس وأشعتها. ويوضح أن المخاطر التي تصيب جلد الإنسان من جراء التعرّض للشمس عديدة، منها ما يعتبر ردّ فعل سريع للتعرّض المباشر للشمس كالحرق الشمسي وزيادة الصبغة الميلانية، وزيادة سمك الجلد وإضعاف المناعة الجلدية، ويرى أن هناك مخاطر تندرج تحت الأمراض المزمنة مثل الشيخوخة الضوئية الجلدية والسرطان الجلدي.
كريمات وقاية
يقول د. عبد الحليم أن كريمات الوقاية يجب أن توضع من 20 إلى 30 دقيقة قبل التعرّض للشمس، و يكرّر تطبيقها مرة أخرى كل ساعتين، أو في حالة الإستحمام والتعرّق، كما يجب ألا يقل عامل وقايتها من الشمس عن 15 SPF. ويضيف بأن هناك أنواعاً من الكريمات التي تحتفظ بفاعليتها لمدة 40 إلى 80 دقيقة عند التعرّض للماء، كذلك ينصح بعدم استخدام هذه الكريمات للأطفال دون الـ 6 أشهر.
مواصفات صحية
يقول د. عبد الحليم بأن كريمات الوقاية من الشمس تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من التأثير الضار للشمس وأشعتها مع ارتداء الملابس الواقية وتقليل التعرّض لها. وتندرج كريمات الشمس تحت قائمة الماكياج ومستحضرات التجميل والعقاقير. لذا، يجب ضمان جودتها ومطابقتها للمواصفات الصحية، وعند شراء كريمات الشمس ستلاحظين وجود أرقام على العبوة معروفة بـ «عامل الحماية من الشمس» SPF، وكلما كان رقم هذا العامل كبيراً كلما كان المنتج أكثر فاعلية في الحماية من الشمس، علماً أن هذه الكريمات لا تقي الإنسان من كافة الأضرار التي تلحق به عند التعرّض المباشر للشمس لفترة طويلة. و أن وكالة الأغذية والأدوية الأميركيةFDA لا تسمح للشركات المصنّعة إلا بكتابة عبارة أكثر من 30SPF+ لو كان عامل الوقاية أكبر من 30 لمنع تضليل المستهلكين حتى لا يظلوا فترة أطول بالشمس.
فاعلية كريمات الحماية
يؤكد د. عبد الحليم أن مدى فاعلية هذه الكريمات يتوقف على العوامل التالية: عدم مسحها أو غسلها، أو التعرّق الزائد أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى تقليل تأثيرها. وضع كميات مناسبة منها، وعلى مرات متكرّرة. أثناء فصل الصيف والذهاب للشواطىء أو حمامات السباحة عليك بتغطية الجسم بملابس غير واسعة حتى لا تتسلل الأشعة عبر القماش إلى الجسم، وارتداء قبعة لحماية الرأس والوجه، ونظارات شمسية موثوق بها، كما ينبغي حماية الأطفال الصغار من مضارها بالطريقة نفسها، لأن الإصابة الحادة بضربة الشمس لمرة أو مرتين يكون أصحابها أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان الجلد في مراحل متقدّمة من العمر. عليك تذكّر أن حرارة أشعة الشمس تبلغ أقصى درجاتها من الساعة العاشرة صباحاً حتى الرابعة مساءً، خاصة في نهاية الربيع وخلال فصل الصيف، وانعكاس وهجها من الماء والجليد يزيد من التعرّض للأشعة فوق البنفسجية.
دلالة الرقم الخاص الموجود على عبوات المستحضرات الواقية من أشعة الشمس: SPF
يقول الدكتور عبد الحليم بأن جميع المستحضرات الواقية من أشعة الشمس يمكن أن تحمي الجلد سواء كانت للتجميل أو التي توصف كعلاج، ولها درجة وقاية معينة تقاس بالأرقام. ومصطلح عامل الوقاية SPF هو عبارة عن معيار يستخدم في المختبر لتحديد أو لقياس المدة الزمنية التي تستغرقها الأشعة فوق البنفسجية في حرق الجلد حينما يتعرّض لها، ولكل إنسان مدة زمنية مختلفة يتعرّض بعدها جلده للحروق.
المخاطر الفعلية والحقيقية التي تلحقها الشمس بالبشرة من الناحية الجمالية:
تفاعلات حادة وتشمل: الإحمرار وحروق الشمس وسببها الرئيسي هو الأشعة من فئة UVB ويحدث بعد التعرّض للشمس في خلال 2 -6 ساعات ويصل للذروة في خلال 15 – 24 ساعة. التصبّغ اللوني: وهناك نوعان: فوري وسببه UVA ويحدث فوراً بعد التعرّض للشمس ويستمر لساعات قليلة، أما المؤجل وسببه أشعة UVB ويحدث غالباً بعد أيام قليلة من التعرّض للشمس. زيادة سماكة البشرة: وتحدث بعد أيام قليلة من التعرّض للشمس. طفح ضوئي متعدّد الأشكال PMLE وسببه أشعة UVB، وغالباً ما يظهر على الوجه والذراعين والمنطقة المكشوفة من الصدر والرقبة لدى أصحاب البشرة البيضاء، ويبدأ في الظهور خلال مدة تتراوح من 4 ساعات إلى 4 أيام من التعرّض للشمس، ويكون في شكل طفح جلدي متنوّع ومتعدّد الأشكال. ويرى د. عبد الحليم بأن حالات النمش والكلف قد تسوء بالتعرّض الزائد للشمس دون استخدام واق مناسب.
تفاعلات مزمنة
شيخوخة الجلد المبكرة: وتؤدي إلى حدوث تغيّرات في شكل ومظهر الجلد ووظيفته، وذلك من جراء التعرّض المتكرّر للشمس. ويضيف: «من تلك التغيّرات حدوث خشونة في ملمس الجلد، وتلوين وتصبّغ منقّط وظهور الشعيرات الدموية الدقيقة». تأثير مسرطن على المدى البعيد: ويرى د.عبد الحليم بأنه يفضّل استشارة الطبيب بشأن تفاعلات الشمس الجلدية، لأن بعض الأمراض الجلدية قد تسوء وتزيد عند التعرّض لضوء الشمس كما في الذئبة الحمراء، الصدفية، العدّ الوردي، الهربس، الحزاز الضوئي.
التدابير العملية
تكون باستخدام واقيات الشمس المناسبة الموصوفة من الطبيب المختص، والتي تكون بالطبع محتوية على مواد كيميائية وطبيعية مضادات وواقيات للشمس في تركيبتها. المكوّنات الكيميائية الواقية من الشمس في كريم الحماية تعترض اختراق الأشعة الضوئية بعملها كـ«فلترات» أو مرشحات، وذلك بامتصاص وبانعكاس هذه الأشعة الضوئية. أما المكوّنات الطبيعية الواقية من الشمس فبواق يبعثر أو يعكس الضوء. عامل وقاية الشمس 2 «SPF» يعطي حماية %50 بينما 15 SPF يعطي حماية %93 وspf34 يعطي حماية %97.
الملابس والوقاية من أشعة الشمس:
معظم أنواع الملابس تعطي حماية من أشعة الشمس إما عن طريق امتصاص الأشعة الضارة، أو بواسطة عكس الأشعة الضارة عن الجسم.لأن الأقمشة بالخيوط المحكمة لا تترك ثغرات فيما بينها مثل القطن السميك والبوليستر. يجب علينا مراعاة النقاط المهمّة التالية: 1 الملابس القطنية الثقيلة تعطي وقاية مناسبة. 2 الملابس القطنية والكتانية تعطي القليل من الوقاية، لأنها تسمح بمرور كمية كبيرة من الأشعة إلى الجسم. 3 الملابس المبلولة لا تعطي وقاية جيدة على عكس الإعتقاد السائد. 4 الملابس ذات الكم القصير غير كافية للوقاية. 5 ينصح دوماً بلبس القبعات والنظارات الشمسية الموثوق بها.
أنواع الأشعة
يقول د. أبو النور بأنه يوجد نوعان للأشعة فوق البنفسجية: 1 الأشعة فوق البنفسجية «أ»UVA طولها الموجي: بعيد المدى. 2 الأشعة فوق البنفسجية «ب» UVB طولها الموجي: متوسط المدى. ويؤكّد أن الإصابة بضربات الشمس ترتبط بالأشعة (ب) على الرغم من أنها متوسطة المدى، أي أنها أكثر ضرراً من الأشعة (أ)، فهي تتخلل الجلد وتؤذي الخلايا الموجودة في الداخل حتى وإن لم تشعر بالحرارة على الطبقة السطحية للجلد، وإن بدت لك باردة. ويضيف: «من الأفضل الحد من التعرّض لكليهما». مع ملاحظة أن زجاج النوافذ يعوق ويعترض الأشعة UVB بينما النوافذ المظللة تعطي حماية أعلى ضد الأشعةUVA.